الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي شبكة إنسانية عالمية من المنظمات التي تعمل على حماية حياة الإنسان وصحته، وضمان احترام جميع البشر، ومنع وتخفيف المعاناة الإنسانية، دون أي تمييز على أساس الجنسية أو العرق أو الجنس أو الدين. المعتقدات أو الطبقة أو الآراء السياسية. يعود تاريخها إلى عام 1863، حيث أسسها هنري دونان بعد أن شهد معاناة الجنود في معركة سولفرينو. وهي تضم اليوم ثلاثة مكونات رئيسية: اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، و192 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
اللجنة الدولية منظمة مستقلة ومحايدة تعمل على ضمان الحماية والمساعدة الإنسانية لضحايا الحرب والعنف المسلح. وهي تتخذ إجراءات استجابة لحالات الطوارئ وتعزز احترام القانون الدولي الإنساني وتنفيذه في القانون الوطني. وتشتهر اللجنة الدولية على وجه الخصوص بعملها في مناطق النزاع، حيث تقدم الرعاية الطبية، وتزور أسرى الحرب، وتساعد في البحث عن الأشخاص المفقودين.
تأسس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في عام 1919، ويقوم بتنسيق وتوجيه المساعدة الدولية في أعقاب الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان في حالات غير الصراع. كما تعمل أيضًا على الوقاية من الأمراض وحالات الطوارئ الصحية وتعزيز قدرات الجمعيات الوطنية الأعضاء فيها. يقود الاتحاد قضايا مثل الاستجابة للكوارث والتعافي منها، والرعاية الصحية والمجتمعية، ويعزز القيم الإنسانية للحركة.
هذه منظمات فردية داخل كل بلد تعمل كجزء من الشبكة العالمية. أنها توفر مجموعة من الخدمات، بما في ذلك الاستجابة لحالات الطوارئ، والخدمات الصحية والاجتماعية، والتثقيف بشأن السلامة والتأهب. وتساهم هذه الجمعيات أيضًا في المهام الدولية لكل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حسب سياق العملية.
تسترشد الحركة بسبعة مبادئ أساسية تضمن تنفيذ مهمتها الإنسانية بنزاهة وفعالية. وهذه المبادئ هي: الإنسانية، وعدم التحيز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية. يلعب كل مبدأ دورًا حاسمًا في عمليات وروح الحركة.
تشارك الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مجموعة واسعة من الأنشطة الإنسانية. وتشمل هذه الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث وحالات الصراع وحالات الطوارئ الصحية؛ الاستعداد للكوارث من خلال التعليم والتدريبات؛ الخدمات الصحية والاجتماعية، بما في ذلك حملات التبرع بالدم، والتطعيمات، وبرامج صحة المجتمع؛ وتعزيز القيم الإنسانية والقانون الإنساني الدولي.
عند وقوع كارثة طبيعية مثل زلزال أو إعصار، تقوم الجمعيات الوطنية، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر إذا لزم الأمر، بالتعبئة بسرعة لتقديم المساعدة الطارئة. يمكن أن يشمل ذلك عمليات البحث والإنقاذ والرعاية الطبية والمأوى وتوزيع الطعام والماء. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه المنظمات على التعافي والاستعداد على المدى الطويل للتخفيف من تأثير الكوارث المستقبلية.
تلعب اللجنة الدولية دورًا حاسمًا في تعزيز القانون الدولي الإنساني وتعزيزه، وذلك في المقام الأول من خلال اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية. ينظم القانون الدولي الإنساني سير النزاعات المسلحة، ويحمي الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، مثل المدنيين والعاملين في المجال الطبي وأسرى الحرب. وتساعد اللجنة الدولية على ضمان تنفيذ هذه القوانين في جميع أنحاء العالم وتقدم التوجيه بشأن تفسيرها وتطبيقها.
كان للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تأثير كبير على الجهود الإنسانية العالمية. وقد سمح لها موقفها المحايد والمحايد بالتنقل بنجاح في حالات الصراع المعقدة وتقديم المساعدة حيث تشتد الحاجة إليها. إن تركيز الحركة على العمل المحلي من خلال الجمعيات الوطنية يضمن قدرتها على الاستجابة بسرعة وفعالية للكوارث والصراعات، وتقديم الإغاثة الفورية والدعم طويل الأجل.
في مشهد عالمي دائم التغير، تواجه حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر تحديات مستمرة. وتشمل هذه التعامل مع آثار تغير المناخ، وحالات الطوارئ الصحية مثل الأوبئة، ونزوح السكان بسبب الصراع أو الكوارث، وتعقيدات الحروب الحديثة. تعمل الحركة باستمرار على تكييف استراتيجياتها لمواجهة هذه التحديات مع الحفاظ على وفائها لمبادئها الأساسية.
تُظهر الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، من خلال شبكتها من المنظمات، قدرة الإنسانية على التغلب على الاختلافات والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تخفيف المعاناة الإنسانية. إن تاريخها ومبادئها وأفعالها بمثابة شهادة على الروح الإنسانية الدائمة والقدرة على التعاطف في أوقات الحاجة.